أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تفاصيل “إعلان القاهرة” بشأن حل الأزمة الليبية، والذي يتضمن وقف إطلاق النار من ساعة 6:00 يوم 8 يونيو المقبل، وتشكيل مجلس رئاسي منتخب تحت إِشراف الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بحضور القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، اليوم السبت، للإعلان عن مبادرة لحل الأزمة الليبية.
وقال الرئيس السيسي إن اللقاء مع الزعيمين الليبيين أسفر عن التوافق على إطلاق “إعلان القاهرة”، والذي يتمن مبادرة (ليبية – ليبية) لحل الأزمة في إطار الجهود السابقة للأمم المتحدة واللقاءات التي عقدت في باريس وروما وأبوظبي وبرلين.
وأوضح السيسي أن المبادرة تدعو لاحترام كافة المبادرات الأممية من خلال وقف إطلاق النار من سعت 600 يوم 8 يونيو 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الليبي بالاطلاع بمسؤولياته، واستكمال أعمال مسار اللجة العسكرية بجنيف.
كما تشمل مبادرة “إعلان القاهرة” بحل الازمة من خلال مسارات متكاملة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وتهدف المبادرة إلى ضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا الثلاث، وتشكيل مجلس رئاسي منتخب تحت إشراف الأمم المتحدة للمرة الأولى من تاريخ البلاد بما يهدف إلى توحيد المؤسسات الليبية وتنظيمها، وبما يحول دون استحواذ الجماعات المتطرفة على مقدرات الدولة.
وتشمل المبادرة إعلانًا دستوريا ينظم مقتضيات المرحلة المقبلة واستحقاقاتها بما يحول دون استحواذ أي من الجماعات المتطرفة على مقدرات الدولة، وتابع الرئيس السيسي: “نتطلع لعودة ليبيا بقوة للمجتمع الدولي، وأدعو لإطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها”.
وأضاف الرئيس السيسي أن المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي قد برهنا من خلال اللقاءات الماضية على رغبتهما في إنفاذ إرادة الشعب الليبي المتمثلة في أن يعرف الاستقرار طريقه إلى ليبيا، وأن تكون ليبيا مصونة مع وضع مصلحة شعبها فوق كل اعتبار.
وأكد السيسي على خطورة الوضع الراهن في ليبيا والذي تمتد تداعياته إقليميا ودوليا، قائلا: “هذه لحظة مهمة تطلعت لها طوال السنوات الماضية، وهذه المبادرة –إن صدقت النوايا ستكون بداية لمرحلة جديدة نحو عودة الحياة لآمنة في ليبيا”.
وتابع الرئيس السيسي: “نحذر من إصرار أي طرف على الاستمرار في البحث عن حل عسكري للأزمة الليبية”، مضيفا: “أؤكد متابعة مصر بالتنسيق مع ليبيا لكافة التطورات الميدانية التي تحدث في ليبيا ورفضها لكافة أشكال التصعيد التي تنذر بعواقب وخيمة في كامل المنطقة”.
وشدد السيسي على أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار في ليبيا إلا بالتسوية السلمية للأزمة تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية القادرة على الاطلاع بمسؤوليتها للشعب الليبي، تتيح توزيع عادل وشفاف للثروات على المواطنين وتحول دون تسربها لمن يستخدمها ضد أبناء ليبيا”.