أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أهمية تكاتف الدول والقطاع الخاص من أجل مواجهة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن هناك فرصة لتغيير ما يتراوح بين 200 – 300 مليون سيارة على مستوى العالم وتحويلها للعمل بالطاقة النظيفة.
وقال السيسى، أن مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن مصر تحدثت مع شركات السيارات في العالم منذ خمس سنوات لتصنيع سيارات كهربائية وأخرى تعمل بالغاز الطبيعي في مصر كبديل عن استخدام الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.
وقال الرئيس السيسي، في تعقيبه خلال جلسة نقاشية بعنوان “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية” التي عقدت، اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم، إن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية كما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري باستخدام سيارات تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي.
وأضاف أن مصر قامت بتطهير جميع البحيرات وتبطين الترع بمسافة تصل إلى 40 ألف كيلو متر بتكلفة تصل إلى 80 مليار جنيه وتنفيذ مبادرة “حياة كريم” لتغيير حياة 60 مليون مواطن مما وفر آلاف فرص العمل للشباب وتشغيل مصانع الأسمنت والحديد ووسائل النقل بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق وذلك على الرغم من أن مصر لاتعاني من مشكلة الانبعاثات الضارة وتكاد لاتذكر مقارنة بنسبتها على مستوى العالم.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، في مداخلة خلال جلسة نقاشية بعنوان “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية”عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم، أن آليات العمل الانساني قادرة على مواجهة أي تطورات سلبية ، مضيفا أن “الانسان هو المخلوق الذي يمكن أن يدمر ويهدم ولكن لديه القدرة أيضا على أن يصلح ويبني”.
ورحب الرئيس السيسى بالمشاركين في الجلسة النقاشية ،وقدم لهم الشكر على التناول الذي أثرى هذا الموضوع بشكل كبير ، قائلا :” أشكركم على ماقدمتموه من قوة دفع جيدة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيرالمناخ (cop27) الذي سيعقد في شرم الشيخ نهاية العام الجاري.
وخاطب الرئيس الشباب المشاركين في الجلسة قائلا: “الله خلق الإنسان وهو قادر على الإعمار والتنمية وبالتالي أي شكل من الأشكال التي تحدث من تطورات سلبية يمكن أن يتعامل معها من خلال آليات العمل الإنساني باعتبارها آلية هائلة موجودة يمكن من خلالها التعامل مع الموضوع وليس فقط من خلال الآليات السياسية أو التمويل أو التكنولوجيا أو القطاع الخاص”.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه منذ 100 عام أو أكثر كان حجم “روث مخلفات الخيول” المتواجد في نيويورك يصل في بعض الأماكن إلى ارتفاع خمسة أدوار وكانت تتسبب في مقتل آلاف البشر نتيجة استخدام المركبات التي تجرها الخيول في ذلك الوقت،مؤكدا أن في كل محنة وأزمة توجد فرصة وذلك منذ بداية التحرك الإنساني ، منوها في هذا الصدد إلى أن بداية صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت والفرصة رأها صانع السيارات الشهير (فورد) وبدأت من خلال هذا الموقف فرصة صناعة السيارات التي نراها حاليا والتي لها تأثير على حجم الانبعاثات في الكون.
وأكد على أن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية والتعامل معها من الجميع بشكل أو بآخر.
وأكد أهمية إحلال السيارات الكهربائية بدلا من التي تستخدم الطاقة الأحفورية سواء السولار أو البنزين، وتساءل الرئيس السيسي عن عدد السيارات في العالم التي يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء والغاز الطبيعي خلال السنوات الثماني المقبلة، وأجاب: “يمكن أن تمثل نسبة تحويل تلك السيارات 10% أو 20% أو30%”، معتبرا أنها تمثل فرصة يمكن توفيرها للعمل على إحلال عدد ضخم من السيارات في هذا المجال.
وقال الرئيس: “نحن في مصر تحركنا بصورة سريعة، ومنذ 5 سنوات تحدثنا مع شركات السيارات وأكدنا استعدادنا لإقامة شراكة مع هذه الشركات لإقامة صناعة سيارات كهربائية في مصر”، مضيفا “أننا بدأنا في مصر عمل مبادرات لإحلال السيارات أولا بالغاز الطبيعي، ثم عندما يتوفر لدينا صناعة السيارات الكهربائية -التي أشار إليها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اعتبارا من العام المقبل – سيكون لدينا أول سيارة كهربائية مصرية تم إنتاجها ،وهذا معناه أننا كدولة نعلم أن السيارة تحتاج بنية أساسية ضخمة كي تعمل بشكل أو بآخر”.