في واحدة من أغرب الوقائع الحقيقية حول العالم، والتي عادة ما تشبه القصص الخيالية، خلدت طفلة للنوم العميق لعقود من الزمن، وسط دهشة أسرتها والأطباء الذين عجزوا عن تفسير حالتها.
كارولينا أولسون، كانت فتاة سويدية جميلة في عمر الرابعة عشر، بدأت قصتها الغريبة قي القرن التاسع عشر بعام 1876 على أرض جزيرة أوكنو الصغيرة، عندما كانت عائدة لمنزل أسرتها في أحد الأيام، وتشكو من آلام صداع شديد.
في بلدة، أوكنو، جنوب شرق السويد ، وهي بلدة نائية معزولة ، ولدت كارولينا أولسن في29 أكتوبر عام1861م ، وكانت فتاة طبيعية وجميلة .. إلى أن وصلت عمر يناهز 14 عاما ، وتحديدا في 18 فبرايرعام 1876م ..
وبعد بضعة ايام بدأت فجأة تشكو من ألم شديد في ضرسها، أستمر الألم معها أكثر من يوم، لدرجة ان عائلتها أعتقدت أن الإلتهاب والألم في ضرسها كان ناجما عن السحر، فسكان بلدة أوكنو آنذاك كانوا يؤمنون بالسحر والخرافات بدرجة كبيرة، وأن أي ضرر يصيب المرء يكون بسبب هذه الأمور.
ليلة يوم 22 فبراير أوت كارولينا إلى سريرها وهي مازالت تتألم من ضرسها؛ نامت الفتاة لفترة طويلة ، أطول من النوم المعتاد ، فبدأت عائلتها تشعر بالقلق خشية ان يكون الم ضرسها قد اثر على صحتها ، فذهبوا لإيقاظها ، لكنها لم تستفق.
ومرت ساعات .. وايام .. وكارولينا على نفس الحال ، لا تستيقظ مع أنها على قيد الحياة و قادرة على التنفس بشكل طبيعي. حاولت عائلتها إيقاظها بشتى الطرق حتى انهم
إستخدم الدبابيس لوخزها في قدميها ، لكن ظلت الفتاه في سبات عميق.
لكن جميع تلك النصائح لم تثمر شيئا ، وبعد أكثر من عشرة أيام تعاون الجيران فيما بينهم على جمع اجرة الطبيب ، وفعلا تم استدعاء الطبيب وإستمر بزيارة كارولينا لمدة سنة كاملة، وبعد ذالك كتب إلى رئيس تحرير المجلة الطبية الرائدة للدول الإسكندنافية آنذاك وإلتمس المساعدة من الأطباء لإيجاد علاج لهذه الفتاة. بعد ذالك زار عدد من الأطباء الفتاة ولاحظوا شيئا غؤيبا ، وهو أن شعرها وأظافر يديها وقدميها قد توقفت عن النمو رغم مرور الوقت.
في نهاية المطاف لم يتمكن هؤلاء الأطباء من تشخيص حالة الفتاة وبائت كل محاولات إيقاظها بالفشل، وقد قالت عائلة كارولينا انها كانت في أحيان نادرة تقوم وتجلس وتتمتم بكلمات غير مفهومه ثم تعود إلى الفراش.
احد الاطباء الذين زاروا الفتاة شخص حالتها على انها نوع من الهستيريا ، فتم تحويلها إلى مستشفى للامراض العقلية ، وهناك إستخدموا معها الصواعق الكهربائية، لكن هذه الطريقة بائت بالفشل أيضاً ،
وبعد شهر تم إخراجها من المستشفى دون صحوه أوتحسن في حالتها، وهذه المرة قال الأطباء أن حالتها ربما تكون نوع من مرض الخرف الشللي ، على الرغم أنه لم تكن هناك أي دلائل تشير إلى أنها تعاني من اعراض هذا المرض.
أخيرا يأس الأطباء في تشخيص حالة الفتاة بشكل دقيق وأعتبروا أن كارولينا تعاني من مرض غامض لا يمكنهم التعرف عليه، وطوال ذلك الوقت كانت كارولينا في سبات عميق ووالدتها ترعاها بإعطائها كوبين من الحليب يومياً وبعض الماء المحلى بالعسل وأحياناً بالسكر، إلى أن توفيت الأم عام 1904م. وبعد أن توفيت والدتها قامت برعايتها سيدة من البلدة تطوعت بالبقاء معها.
وبعد عامين من وفاة والدتها توفى شقيقها في عام 1907م ، والغريب في الأمر أن بعد هذه الوفيات كانت كارولينا تدخل في نوبات من البكاء ، حيث بكت حين ماتت أمها ، ودخلت ايضا في نوبة بكاء هستيرية عندما مات أخوها ، لكنها لم تستيقظ.
بعد مرور سنوات على نومها الطويل أستيقظت كارولينا لعالم متغير تماما وذالك في عام 1908م أي بعد 32عام منذ أن نامت في عام 1876م
، كانت كارولينا نحيلة وشاحبه جداً وتجد صعوبة في التحدث وأظهرت حساسية للضوء، لم تستطيع التعرف على ما تبقى من أفراد العائلة وكانت صدمتها عندما علمت بموت والدتها وشقيقها. وعلى الرغم أن كارولينا كانت تواجه صعوبة في الكلام لكنها قالت أنها مازالت تتذكر القراءة والكتابة.
إنتشر خبر إستيقاظ كالاولينا في البلدة انتشار النار في الهشيم ، وبدأ جميع الأهالي يذهبون لرؤيتها لأنهم يعرفون قصتها ، كما أتى مراسلو الصحف من جميع أنحاء أوروبا وأنجلترا والولايات المتحدة إلى بلدة أوكنو لرؤيتها وأصبحت قصتها معروفة جداً في أنحاء العالم.
ورداً على سؤال حول ما يمكنها أن تتذكره أجابت أنها تتذكر كل شئ قبل نومها، وقالت أنها كانت تشاهد رؤى غريبة في منامها لوجوه زرقاء مغمورة في المياه والغريب أن أخويها كانوا قد لقو حتفهم غرقاً.
وتم اخذ كارولينا إلى إختبار للأمراض العقلية والنفسية في ستوكهولم وكان كل شيء على ما يرام حيث لم تكن تعاني من أي مرض نفسي أوعقلي وكانت بصحة ذهنية وبدنية جيدة
، العجيب ان كارولينا عندما استيقظت كانت بعمر 46 عاما ، لكنها كانت تبدو وكأنها فتاة في العشرينات من عمرها ، وكأنما الزمان قد مر عليها بشكل ابطأ خلال فترة سباتها الطويل.
تيقاظها بدأت كارولينا وعائلتها يشعرون بالانزعاج لكثرة الوافدين لزيارة المنزل، فقررت أن تتوارى عن الأنظار وأن تعيش في هدوء لما تبقى من حياتها.
في الواقع فأن عددا كبيرا من الأطباء لم يصدقو قصة كارولينا، وقالوا بأنها كانت على الارجح متفقة مع والدتها في إختلاق هذه القصة، وأنها كانت تعاني من مشاكل نفسية وتظاهرت بالنوم كل هذه الفترة حيث انه برأيهم من الناحية العلمية لا يمكن لأي شخص أن يبقى على قيد الحياة طول هذه المدة وهو يتغذى فقط على الحليب والماء الحلي بالعسل.
وفي عام 1912م ألتقي البروفيسور والطبيب النفسي هارالد فرودستون بكارولينا ونشر تحقيقاً وتحليلات عن حالتها بعنوان : “نائمة أوكنو .. 32 عام من الخوف” .. حيث أكد أنها كانت تعاني من سبات عميق لمدة 32 عام لسبب غامض ولم تستيقظ بالفعل طول هذه المدة وتكهن بأنها كانت مصابة بمرض غامض جداً جعلها تبقى بعينين مغلقة لكنها كانت تتفاعل مع الحزن والغضب أثناء النوم ولم يكن في الأمر أي خدعة.
بعد ذلك عاشت كارولينا حياة سعيدة ومديدة إلى أن توفيت في أبريل عام 1950م عن عمر يناهز 88 عام.
في الحقيقة هذه الحالة الغريبة ظلت غير مشخصة علميا على وجه الدقة ولم يعرف ما هو السبب الذي جعل كارولينا نائمة لمدة 32 عام على الرغم من كل المحاولات حتى الصعقات الكهربائية.
حالة كارولينا هي بحق أعجوبة طبية، ويعتقد أن تكون هذه الظاهرة هي أطول فترة نوم لإنسان عاش على وجه الأرض