تابوتي Tapputi هي أقدم كيمائية في تاريخ البشرية، حيث دوّن احد الرقم الطينية الذي يعود الى ١٢٠٠ ق م وصفاتها التي بموجبها تصنع العطور.
لم تكن متخصصة بالعطور فحسب اذ يذكر الرقيم انها تصنع المسوحات والزيوت الطبية وكذلك الزيوت ذات الاستخدام الطقسي والتي يستخدمها الكهنة في اداء شعائرهم الدينية.
لقبوها باسم Belatekallim بيليت ايكالم ويعني باللغة البابلية ( سيدة القصر ) في إشارة الى أنها المشرفة الرسمية على اعداد طيب وعطور القصر والزيوت التجميلية وكانت تعمل بمعية معاونتها ( نينا )ويشير الرقيم الى معرفتها بقواعد الكيمياء ومزج المواد والتسامي .
ففي إحدى الوصفات المخصصة للملك تصف انها قامت بمزج الماء والزيوت والنبات والهلام بعد عملية تكرير واضافت روح الليمون مع اضافة جزء حي من احد الحيوانات لاستخلاص المرهم الملكي.
كما استعملت الزهور والزيت والقصب العطري مع ريحان القصارى والمر والبلسم، وأضافت الماء أو المذيبات الأخرى ثم تقطيرها وتصفيتها عدة مرات.
كان العطر يستخدم في الاحتفالات الدينية بشكل كبير، وكان يحمل أهمية رمزية مهمة ، إذ كان العطر وحرق البخور يمثلان جسرًا بين الآلهة والمتعبدين ، وهي إحدى سبل التواصل مع الإله.
ووفقا للاعتقاد البابلي، كانت الروائح الطيبة ترضي الآلهة؛ لذا فإن الأجسام التي تم إعدادها للآخرة (الأموات) بحاجة إلى المعالجة بمجموعة متنوعة من العطور، التي صُنعت بمهارة ومعرفة كبيرة آنذاك، فكان صانعو العطور في حاجة إلى معرفة عميقة بالكيمياء وعمليات التقطير.
وعثر المنقبون على الكثير من زجاجات العطور في المدافن .سيدة القصر يسميها الباحثون باول مهندسة كيميائية عرفتها البشرية.