يعتبر مصطفى النحاس أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين والذي كان متولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيساً لمجلس النواب المصريفي ذلك الوقت، كما قد ساعد على تأسيس حزب الوفد وكان زعيماً له في الفترة بين عام 1927م إلي 1952 حتى تم حل الحزب.
ولد مصطفى النحاس في 15 يونيو 1879 في قرية سمنود محافظة الغربية في إسرة ميسورة الحال، وكان يعمل والده كتاجر للأخشاب ومن المشهورين وكان يمتلك عدة ورش وعقارات كثيرة، كما كان له سبعة من الإخوة والأخوات.
وعند وصولة الى سن الحادية عشر أرسله والده للعمل بمكتب التلغراف المحلي، وقد نال إعجاب من في المكتب بعد إتقانه لطريقة الإرسال والإستقبال وترجمة الرموز.
إنتقل مصطفى النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، ملتحقًا بالمدرسة الناصرية الإبتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية، بعدها إلتحق بمدرسة الحقوق (كلية الحقوق الآن) عام 1896 وتخرج منها عام 1900.
كان أول تعيين لـ مصطفى النحاس كقاضٍ في عام 1903 وذلك بمحكمة قنا الأهلية وأسوان ، وقد أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، و بعد ذلك تسعة أعوام تنقل ما بين مدن الدلتا والقاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبه، رئيسًا لدائرة محكمة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.
لعب النحاس دورًا هامًا خلال ثورة 1919، حيث كان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلًا لنادي المدارس العليا، وقد نظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموظفين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسه ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب.
وقد فصل النحاس من منصبه كقاضٍ نتيجة لنشاطه السياسي، وأصبح سكرتيرًا عاماً للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس، حيث افتتح مكتبا للمحاماة.
وقد أصبح النحاس الساعد الأيمن لسعد زغلول في يوليو 1920 وعمل سكرتيرًا للجنة الوفد المركزية في القاهرة بعد إعتقال الرعيم عبد الرحمن فهمي .
بعد انضمامه لسعد زغلول في باريس، قدم إليه تقرير حول رأي الشعب في مشروع ملنر، ورافق زغلول إلى لندن في أكتوبر 1920 وتم نُفِي مصطفى النحاس وسعد زعلول ومكرم عبيد وآخرين عام 1921.
توفي مصطفى النحاس في منزله بجاردن سيتي في يوم 23 اغسطس عام 1965م وشيعت جنازته من مسجد الحسين بالقاهرة.