أكدت منظمة الصحة العالمية من خلال المؤتمر الصحفي المنعقد اليوم الاثنين، على إمكانية تحول عدوى “كوفيد-19” إلى مرض جهازي، كما أكدت على أن الدخول إلى السنة الثانية من انتشار فيروس كورونا قد يكون أصعب مما قد واجهه العالم خلال العام الماضي.
حيث يواجه العالم منذ شهر يناير 2020، من إنتشار الفيروس التاجي وتفاقم الأزمة الصحية التي أصبحت مزمنة ناجمة عن تفشي عدوى “COVID-19″، والذي بدأ في إنتشاره من مدينة ووهان الصينية وأدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاستثمار و الاقتصاد خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي، مع إنهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة.
من جهته أشار-مايك رايان- مدير برامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ، خلال المؤتمر أن هناك دائما خطر تحول أي مرض إلى متوطن وجهازي. وشهدنا هذه الأمثلة في الماضي، وأضاف “إذا نظرنا في تاريخ البشرية فسنرى أننا تمكننا من الانتصار على الجدري فقط. ولم ننجح حتى الآن على سبيل المثال في التغلب على شلل الأطفال أو الحصبة”.
وقد أوضح مسؤول منظمة الصحة العالمية أن فيروس “كورونا” لديه عدة مواصفات تدل على أن القضاء عليه سيكون أمرًا صعبًا، مبينًا: “على وجه الخصوص، يوجد فيروس كورونا في جميع دول العالم تقريبا، ومع ذلك ليس هناك وصول كامل إلى اللقاحات، وهذا الوضع سيستمر في المستقبل القريب. لهذا السبب انتقال العدوى سيتواصل”.
وتابع: “في هذا العام تتوفر لدينا فرصة لخفض مستوى الوفيات بشكل ملموس والعودة إلى الحياة الطبيعية. لكن الفيروس سيواصل الانتقال لوقت طويل، في حال فشلنا في ضمان توفير اللقاحات في كل الأماكن… لهذا السبب تكمن النقطة الأهم حاليا في تقليل قدرات هذا الفيروس على الانتشار لمنعه من تدمير الاقتصادات وقتل الناس”.
وقد صنفت منظمة الصحة العالمية هذا التفشي الناتج من انتشار جائحة يوم 11 مارس العام الماضي، وأصاب الفيروس حتى الآن أكثر من 98 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم وأودى بحياة نحو 2.1 مليون منهم.
وتشهد الأوضاع الوبائية مع ذلك تدهورًا كبيرًا في عدد كبير من الدول في مختلف أنحاء العالم خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية حيث وصلت مؤشرات انتشار الفيروس في الأسابيع الأخيرة إلى مستويات قياسية جديدة.
في سياق متصل، أصدرت اللجنة الإستشارية العالمية المعنية بأمان اللقاحاتGACVS التابعة لمنظمة الصحة العالمية ، نتائج مراجعة المعلومات والبيانات المتاحة عن الوفيات المبلغ عنها لدى الضعفاء والمسنين الذين تلقوا لقاح فايزر- بايونتيك، BNT162b2، وقد أكد الخبراء أنه لا يوجد دور مساهم للقاح فايزر في الوفيات المبلغ عنها في أوروبا.
وبناء على مراجعة علمية دقيقة للمعلومات المتاحة، توصلت اللجنة الفرعية إلى الاستنتاجات التالية:
لا تشير التقارير الحالية إلى أي زيادة غير متوقعة أو غير مرغوب فيها في الوفيات في الأفراد الضعفاء أو المسنين أو أي خصائص غير عادية بعد إعطاء لقاح فايزر.
تتماشى التقارير مع معدلات الوفيات المتوقعة لجميع الأسباب وأسباب الوفاة في المجموعة الفرعية من الأفراد الضعفاء والمسنين، ولا تؤكد المعلومات المتاحة دورًا مساهمًا للقاح في الأحداث المميتة المبلغ عنها.
وفي ضوء ذلك، تعتبر اللجنة أن توازن الفوائد والمخاطر في BNT162b2 يظل مواتياً لدى كبار السن، ولا تقترح أي مراجعة ، في الوقت الحالي ، للتوصيات المتعلقة بسلامة هذا اللقاح.