مع توقف مصانع السيارات في مدينة ووهان الصينية، إحدى أكبر القلاع الصناعية، إثر تفشي فيروس كورونا، توقع عاملون بقطاع السيارات المصري ارتفاع أسعارها خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع نقص المعروض بعد تعطل العديد من خطوط الإنتاج.
وأكدوا في أحاديث متفرقه أن الارتفاع بدأت آثاره في الظهور خلال الفترة الراهنة، بعد عودة ظاهرة “الأوفر برايس” على عدد من ماركات السيارات الأكثر طلباً، وهو ما أعاد ظاهرة الأوفر برايس محلياً خاصة التي تم تخفيض أسعارها بعد تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية “زيرو جمرك تركي”.
وأعلنت مصر أول ينايرالماضي، بدء تطبيق الشريحة الأخيرة بواقع 10 في المئة على واردات السيارات القادمة من تركيا، ليصبح إجمالي التخفيض الجمركي 100 في المئة على واردات السيارات، بالإضافة لتطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية يناير 2019، التي تخفض جمارك السيارات الأوروبية إلى صفر.
وقال رئيس رابطة تجار السيارات في مصر، إن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً في أسعار العديد من السيارات في السوق المحلي، تأثراً بتوقف عملية إنتاج السيارات في مقاطعة ووهان الصينية بؤرة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف أسامة أبو المجد اليوم الأربعاء، أن الارتفاع لن يلحق فقط بالسيارات الصينية تامة الصنع بل ستشمل كافة الأنواع الكورية واليابانية أيضاً لاعتماد هذه الدول على بعض مدخلات الإنتاج من الصناعات المغذية على السوق الصيني.
وتعد ووهان مركزاً لصناعة السيارات، حيث تفيد أرقام نشرتها صحيفة “شانجليانج ديلي” أنها تضم أكثر من عشرة مصانع لإنتاج السيارات ونحو 500 شركة لتجهيزات السيارات، في قطاع تقدر قيمته بنحو 52.3 مليار يورو، بإجمالي إنتاج بلغ 1.7 مليون سيارة في عام 2018.
وأوضح أبو المجد، أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضاً في المعروض من السيارات خاصة بعد توقف عدد من المستوردين عن إدخال رسائل جديدة بعد غلق المصانع في الصين تخوفاً من انتشار فيروس كورونا.
وأعلنت شركتا هيونداي موتور، وكيا موتورز، أمس الثلاثاء، تعليق بعض خطوط التجميع للشركتين في كوريا بسبب نقص بعض الأجزاء الواردة من الصين نتيجة انتشار فيروس كورونا الجديد.
وأوضح أبو المجد، أن الصين تعتبر شريك أساسي لعملية إنتاج السيارات في العديد من الدول، خاصة وأنها تنتج فقط ثلث إنتاج العالم من السيارات، وأكثر من 45% من الصناعات التكميلة المغذية للسيارات.
وتوقع أبو المجد حدوث ارتفاع جديد في أسعار السيارات الصينية المعروضة في الأسواق حال استمرار إغلاق المصانع الصينية بعد انتشار كورونا.
وأكد رئيس الرابطة، أنه من الممكن أن تذهب تخفيضات أسعار السيارات السابقة هباءاً خلال الفترة المقبلة، بفعل نقص المعروض المتوقع بعد أزمة انتشار كورونا في الصين وتوقف المصانع.
وكان عدد من الوكلاء قاموا بتخفيض أسعار السيارات خلال الفترة الماضية بسبب تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية الشراكة المصرية التركية “زيرو جمرك تركي”، وأخرى بفعل صعود الجنيه أمام الدولار الأمريكي.