بتكوين تواصل الهبوط وتسجل أدنى مستوى منذ يونيو وسط موجة بيع ضخمة
كتبت – يسرا السيوفي
رغم تصدرها لمشهد الاقتصاد الرقمي كـ”ذهب تكنولوجي” أو ملاذ آمن في أوقات الاضطراب، خيّبت العملة المشفرة «بتكوين» آمال المستثمرين مجددًا، بعد تراجع حاد أفقدها مكاسب قياسية سجلتها مطلع أكتوبر، وسط موجة بيع واسعة عصفت بكامل سوق الأصول الرقمية.
تراجع جماعي للعملات الرقمية
انخفضت «بتكوين»، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنحو 4% اليوم، لتسجل 103,550 دولارًا – وهو أدنى مستوى تصل إليه منذ يونيو الماضي. أما «إيثر»، ثاني أكبر عملة مشفرة، فقد انخفضت دون مستوى 3700 دولار، لتخسر أكثر من 25% من قيمتها منذ ذروتها في أغسطس الماضي.
وتأتي هذه الخسائر في ظل ضغوط متزايدة على السوق الرقمية، تزامنًا مع توترات سياسية وتجارية عالمية، وانخفاض شهية المخاطرة بين المستثمرين.
600 مليار دولار تتبخر في أسبوع
أفادت بيانات “كوين غيكو” بأن القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية فقدت أكثر من 600 مليار دولار منذ الجمعة الماضية فقط، في واحدة من أعنف موجات الهبوط خلال العام الجاري.
وفي هذا السياق، كان لـ “بينانس” –أكبر بورصة عملات رقمية في العالم– دور مؤثر، حيث أدى خلل فني مفاجئ إلى موجة تصفيات ضخمة للمراكز المالية تجاوزت 6 مليارات دولار، قبل أن تعلن المنصة عن تعويضات للعملاء بنحو 600 مليون دولار.
تصعيد ترامب وتأثيراته
زادت تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الضغط على السوق، بعد اقتراحه قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين، واستهداف واردات محددة، ما دفع المستثمرين لتصفية مراكزهم الاستثمارية، خشية تصعيد اقتصادي محتمل.
بحسب بيانات “كوين غلاس”، تمّت تصفية مراكز استثمارية ممولة بالديون بقيمة 1.2 مليار دولار خلال 24 ساعة فقط، ما يعكس هشاشة السوق وارتفاع معدلات الاستدانة.
ويقول يوآن توربان، الشريك المؤسس لشركة “وينترميوت” المتخصصة في صناعة السوق للعملات الرقمية، إن “الهبوط الذي نشهده ليس فقط رد فعل فوري، بل هو جزء من إعادة تسعير أوسع نطاقًا، في سوق لم ينجح بعد في ترسيخ اتجاه صعودي مستدام.”
تحليل: لماذا تفقد العملات الرقمية صفة “الملاذ الآمن”؟
رغم محاولات ترويج العملات المشفرة كبدائل ذهبية رقمية أو ملاذات تحوط، تؤكد الأحداث الأخيرة أنها لا تزال أصولًا عالية التقلب مرتبطة بتقلبات السوق والضغوط الجيوسياسية، وليست ملاذًا مستقرًا.
التقلبات الحادة، والاعتماد الكبير على الرافعة المالية، والافتقار إلى التنظيم الفعّال، تجعل من العملات المشفرة بيئة عالية المخاطر، يصعب فيها التنبؤ بمسارات مستقرة.
