كتب – محمد جميل
في خطوة جديدة قد تغيّر موازين القوى في عالم التكنولوجيا، أعلنت شركة هواوي تكنولوجيز عن إطلاق تقنية مبتكرة لرقائق الذكاء الاصطناعي تحت اسم SuperPod، التي تهدف إلى منافسة هيمنة العملاق الأميركي إنفيديا، في ظل استمرار الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.
SuperPod .. قفزة في الحوسبة الفائقة
أوضحت «هواوي» أن تقنية SuperPod قادرة على ربط ما يصل إلى 15,488 بطاقة رسوميات تعمل بمعالجات الذكاء الاصطناعي من طراز Ascend التي تطورها الشركة محلياً. وتدير حالياً مجموعة حوسبة ضخمة تضم نحو مليون بطاقة رسوميات، ما يضعها في مصاف اللاعبين الكبار بمجال الحوسبة الفائقة.
هذا التطوير يتيح لهواوي تعويض الفجوة التكنولوجية مع «إنفيديا» عبر استراتيجية الحوسبة القائمة على المجموعات (Cluster Computing)، وهو أسلوب يمكّن من رفع القدرات الحسابية بشكل جماعي حتى وإن لم تبلغ الرقاقة الواحدة مستوى أداء الرقائق الأميركية المتطورة.
خلفية الصراع: حرب الرقائق بين واشنطن وبكين
تأتي هذه الخطوة ضمن معركة الرقائق العالمية التي اشتعلت منذ فرض الولايات المتحدة قيوداً صارمة على تصدير الرقائق عالية الأداء إلى الصين. وتهدف هذه العقوبات إلى إبطاء وتيرة تقدم الذكاء الاصطناعي في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
لكن بكين ردّت بخطوات معاكسة، إذ منعت كبرى شركات التكنولوجيا الصينية من استخدام بعض رقائق إنفيديا مثل RTX Pro 6000 D وH20، لتفسح المجال أمام الشركات المحلية مثل هواوي وكامبريكون تكنولوجيز لتطوير بدائل وطنية تقلل الاعتماد على الخارج.
سباق الشركات الصينية نحو الاستقلال التكنولوجي
إلى جانب «هواوي»، تسعى شركات مثل علي بابا وبايدو لتطوير معالجاتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فيما ارتفعت القيمة السوقية لشركة كامبريكون خلال العام الحالي باعتبارها مؤشراً على نمو قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين.
هذه التطورات عززت ثقة المستثمرين، حيث شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية صعوداً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة مع توقعات باستمرار التقدم المحلي في هذا القطاع الاستراتيجي.
«سوبر بود» في مواجهة «إن في لينك»
تكنولوجيا SuperPod التي طرحتها «هواوي» تمثل رداً مباشراً على تقنية NVLink الخاصة بـ«إنفيديا»، والتي تُعد معياراً للاتصالات فائقة السرعة بين الرقائق. ومع تصاعد القيود الأميركية، باتت السوق الصينية تمثل فرصة ضخمة أمام البدائل المحلية لتملأ الفراغ.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين
يرى محللون أن إطلاق «هواوي» لتقنيتها الجديدة يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المنافسة، حيث لم يعد الصراع مقتصراً على تطوير شريحة أقوى، بل أصبح يدور حول بناء أنظمة حوسبة متكاملة قادرة على دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة مثل الصحة، النقل، والتجارة الإلكترونية.