كتبت – يسرا السيوفي
شهدت أسواق الطاقة العالمية تقلبات حادة بعدما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن خفض أسعار النفط سيكون أداة أكثر فاعلية من العقوبات الاقتصادية للضغط على روسيا وإجبارها على إنهاء حربها في أوكرانيا.
أسعار النفط تحت الضغط
تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7% إلى ما دون 64 دولاراً للبرميل خلال جلسة متقلبة، بعدما تأرجح السعر في نطاق دولار واحد فقط.
تصريحات ترامب عززت توقعات المستثمرين بأن واشنطن ستفضل استخدام ورقة أسعار الطاقة بدلاً من المضي في تشديد العقوبات على صادرات موسكو، خصوصاً في ظل غياب موقف أوروبي موحد تجاه هذه العقوبات.
ترامب: “إذا خفّضنا أسعار النفط، ستنتهي الحرب”
قال ترامب للصحفيين: “إذا خفّضنا أسعار النفط، ستنتهي الحرب”، في إشارة إلى استراتيجيته الرامية لحرمان الكرملين من العائدات النفطية التي تموّل العمليات العسكرية الروسية. وأكد الرئيس الأميركي السابق أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قد “خذله”، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى تصاعد حدّة المواجهة السياسية بين واشنطن وموسكو.
العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة
بجانب التصريحات الأميركية، تأثرت أسعار الخام بتقلبات عوائد سندات الخزانة الأميركية وتراجع الحماس لسياسات التيسير النقدي، عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية، لكنه أرفقها بنبرة حذرة بشأن مستقبل الاقتصاد.
ويرى محللون أن السوق باتت عالقة بين عاملين متضادين:
مخاطر الإمدادات الجيوسياسية الناتجة عن تصاعد هجمات أوكرانيا على البنية التحتية للطاقة الروسية.
التوقعات بفائض معروض نتيجة عودة إمدادات “أوبك+” وارتفاع صادرات الخام الأميركية.
أوكرانيا تكثف ضرباتها على منشآت الطاقة الروسية
في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا استهدافها مصفاتين روسيتين خلال الأسبوع الجاري، ما أدى إلى تراجع معدل تشغيل المصافي الروسية إلى أقل من 5 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2022، بحسب تقديرات “جيه بي مورغان تشيس”. هذه الضربات قد تنعكس على ميزان النفط العالمي وتضغط على إيرادات روسيا من الطاقة.
المخزونات الأميركية في أعلى مستوياتها
من جهة أخرى، أظهرت البيانات الأميركية ارتفاع مخزونات نواتج التقطير، بما فيها الديزل، إلى أعلى مستوى منذ يناير، في حين قفزت صادرات الخام الأميركية إلى ذروتها منذ نهاية 2023. لكن المتعاملين تجاهلوا هذه البيانات إلى حد كبير مع اتساع عامل التعديل في تقارير المخزونات.
نطاق ضيق وتذبذب مستمر
حالياً يتداول خام غرب تكساس قرب منتصف نطاق الـ5 دولارات الذي يتحرك داخله منذ مطلع أغسطس، وسط ضغوط متناقضة من وفرة المعروض وتوترات الجغرافيا السياسية. كما زادت حدة التذبذبات مع قرب انتهاء أجل عقود أكتوبر، بجانب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على بعض السلع، ما يضيف مزيداً من الغموض إلى اتجاه السوق.