
كتبت – يسرا السيوفي
تزايدت التساؤلات في الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية خلال الفترة الأخيرة بشأن تداعيات إغلاق إيران لـ مضيق هرمز ، وهو أحد أهم الممرات البحرية الحيوية لتجارة النفط في العالم.
ووسط تصاعد التوترات الإقليمية في الخليج العربي، بات السيناريو المحتمل لإغلاق المضيق يشكّل تهديدًا حقيقيًا قد يُشعل أزمة طاقة عالمية.
ما هو مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه ما بين 55 إلى 95 كيلومترًا، ويمتد ليصل بين الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي. ويعد بمثابة شريان رئيسي للطاقة العالمية، حيث يمر عبره يوميًا ما يقارب 20 مليون برميل من النفط الخام ومنتجاته المكررة، أي ما يعادل نحو خُمس إجمالي إمدادات النفط العالمية، وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الدولية.
تأثير الإغلاق المحتمل على سوق النفط
بحسب تقديرات العديد من البنوك الاستثمارية العالمية مثل “جي بي مورغان” و”باركليز”، فإن إغلاق المضيق سيؤدي إلى قفزات غير مسبوقة في أسعار النفط، حيث من المتوقع أن تتراوح الأسعار بين 120 إلى 150 دولارًا للبرميل، بل وقد تتجاوز هذه المستويات في حال استمرار الإغلاق لفترة طويلة.
ويُشار إلى أن السعودية، العراق، الكويت، الإمارات وقطر، وهي من كبار المنتجين في منظمة أوبك+، تعتمد بشكل شبه كامل على المضيق لتصدير إنتاجها النفطي إلى الأسواق العالمية، وخاصة إلى آسيا وأوروبا.
ردود فعل دولية محتملة
من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل دولية قوية، خاصة من الدول المستوردة للطاقة، وفي مقدمتها الصين، والتي تُعد من أكبر عملاء النفط الإيراني والخليجي.
بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن أي تحرك إيراني فعلي لإغلاق المضيق قد يدفع هذه القوى إلى تدخل عسكري لحماية حرية الملاحة الدولية.
كما حذّرت الولايات المتحدة مرارًا من أن حرية الملاحة في مضيق هرمز “خط أحمر”، مؤكدة أن الجيش الأمريكي يحتفظ بقوات بحرية دائمة في منطقة الخليج لتأمين الممرات البحرية.
بدائل محدودة
بالرغم من وجود بعض الخطوط البرية والأنابيب مثل خط أنابيب أبو ظبي-الفجيرة وخط شرق-غرب السعودي، إلا أنها لا تستطيع تعويض الكميات الضخمة التي تمر يوميًا عبر مضيق هرمز، مما يعزز من حساسية الوضع وخطورته حال حدوث أي تصعيد.







