“فورد” تغلق مصنعًا مؤقتًا بسبب نقص المعادن النادرة القادمة من الصين
كتب – محمد جميل
أعلنت شركة فورد الأمريكية لصناعة السيارات أن النقص في المعادن الأرضية النادرة يواصل الضغط على خطوط إنتاجها، ما أجبرها على إغلاق أحد مصانعها مؤقتًا الشهر الماضي، في وقت تزداد فيه القيود الصينية على صادرات هذه المعادن الحيوية.
وأوضح جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لـ”فورد”، أن تباطؤ تدفق المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة أصبح تحديًا يوميًا للشركة، قائلًا: “نواجه صعوبات يومية… وأجبرنا على إغلاق مصانع ونسعى حاليًا لترشيد التكاليف”.
وخلال مؤتمر عُقد في يونيو، كشفت شيري هاوس، المديرة المالية للشركة، أن القيود الصينية الجديدة على تصدير المعادن النادرة تسببت في اضطرابات واسعة، حيث أصبح لزامًا على الشركات الأمريكية الحصول على تراخيص تصدير خاصة، ما يعطل سلاسل الإمداد ويؤثر على مكونات أساسية في السيارات.
وقالت هاوس: “العملية الإدارية غير موثوقة، ففي بعض الأحيان تُمرر الطلبات بسهولة، وأحيانًا تتأخر بشكل كبير”، مؤكدة أن هذا التباطؤ يمثل تهديدًا مباشرًا للإنتاج.
الصين تُشدد قبضتها على المعادن الحيوية
تُعد الصين أكبر منتج للمعادن الأرضية النادرة في العالم، وتوفر نحو 90% من احتياجات الولايات المتحدة منها، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وتُستخدم هذه المعادن في العديد من مكونات السيارات، مثل مكبرات الصوت، وأحزمة الأمان، ومساحات الزجاج الأمامي.
وكانت بكين قد فرضت في أبريل 2025 ضوابط جديدة على تصدير هذه المعادن، في إطار إجراءات تجارية انتقامية ضد الولايات المتحدة، شملت إلزام الشركات بالتقدم بطلبات ترخيص منفصلة لكل شحنة.
انفراجة محتملة في النزاع التجاري
في 11 يونيو 2025، وبعد محادثات مكثفة في لندن، توصل المفاوضون الأمريكيون والصينيون إلى اتفاق مبدئي تستأنف بموجبه الصين صادراتها المنتظمة من المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وفي مذكرة تحليلية صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، اعتبر الخبراء أن “التركيز على قيود تصدير المعادن النادرة في الاتفاق التجاري يؤكد مدى أهمية هذه المعادن للاقتصاد الأميركي، ويُظهر حجم السيطرة الصينية على سلاسل التوريد العالمية”.