كتبت – يسرا السيوفي
سجّلت أسعار النفط العالمية قفزة ملحوظة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عدة أشهر، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعدما شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا على أهداف داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، فقد ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة تقارب 5%، وسط حالة من القلق في الأسواق العالمية من احتمال تعطل إمدادات الطاقة القادمة من المنطقة.
ويُعدّ الشرق الأوسط أحد أهم المراكز الحيوية لإنتاج وتصدير النفط عالميًا، إذ يمر جزء كبير من شحنات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يسيطر على جزء منه الحرس الثوري الإيراني.
وتزايدت المخاوف من إمكانية تصاعد الأحداث إلى مواجهة أوسع، قد تُهدد بإغلاق الممرات الملاحية أو تقليص حجم الصادرات النفطية من دول الخليج.
وقد تجاوز سعر خام برنت حاجز 90 دولارًا للبرميل في التعاملات الصباحية، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي من مستوى 86 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ الربع الأخير من العام الماضي.
وتأتي هذه القفزة السعرية في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية بالفعل ضغوطًا تضخمية وتباطؤًا اقتصاديًا في بعض المناطق.
وكانت التوترات بين إيران وإسرائيل قد تصاعدت مؤخرًا بعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل عدد من القيادات العسكرية الإيرانية.
وردّت طهران بشن هجوم صاروخي وطائرات مسيّرة على إسرائيل في سابقة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم.
تداعيات محتملة على سوق الطاقة العالمي
يُثير التصعيد الأخير مخاوف من اضطرابات طويلة الأمد في إمدادات النفط، لا سيما إذا ما امتدت العمليات العسكرية إلى دول الجوار أو أثّرت على منشآت البنية التحتية النفطية في الخليج العربي.
ومن شأن أي تصعيد إضافي أن يدفع الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى اتخاذ تدابير لطمأنة الأسواق أو السحب من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط.
وتُتابع منظمة “أوبك+“، التي تضم كبار المنتجين مثل السعودية وروسيا، هذه التطورات عن كثب، في وقت تواصل فيه تنفيذ سياسة خفض الإنتاج لدعم استقرار الأسواق.
