“بي بي” تطلق تحولًا رقميًا في قطاع الطاقة باستخدام الذكاء الاصطناعي

تقليص مدة تخطيط الآبار من أشهر إلى أيام… والشركة تسابق الزمن لرفع الكفاءة وتلبية مطالب المستثمرين

كتب – يسرا السيوفي 

تتجه شركة الطاقة العالمية “بي بي” (BP) إلى تعزيز كفاءتها التشغيلية عبر التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن مساعيها للعودة القوية إلى قطاع الوقود الأحفوري بعد سنوات من التركيز على الطاقة النظيفة.

وقالت الشركة إنها نجحت في تقليص المدة الزمنية لتخطيط مسارات الآبار النفطية من شهور إلى أيام، بفضل أداة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، قادرة على تحليل آلاف السيناريوهات الجيولوجية بسرعة فائقة داخل مركزها التكنولوجي في هيوستن.

استراتيجية جديدة لرفع الإنتاج وتقليل التكاليف

وأكد إيميكا إيميمبولو، نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في “بي بي”، أن الأداة الجديدة تُحدث تحولًا جذريًا في طريقة عمل فرق الحفر، حيث تُتيح تحديد أفضل المسارات للآبار بدقة أعلى، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.

وأضاف أن الأداة تُستخدم حاليًا في عدد من المواقع المهمة، من بينها خليج المكسيك وأذربيجان، حيث تعمل “بي بي” على مشروع ضخم للغاز الطبيعي بقيمة 2.9 مليار دولار، بالإضافة إلى منطقة إيغل فورد النفطية في ولاية تكساس.

الذكاء الاصطناعي يحسن الأداء ويعزز العوائد

تأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط متزايدة من المستثمرين، أبرزهم شركة “إليوت إنفستمنت مانجمنت”، لتحسين الأداء المالي وتسريع النمو، وهو ما تسعى “بي بي” لتحقيقه بقيادة الرئيس التنفيذي موراي أوشينكلوس، الذي يدفع نحو استراتيجية تركّز على خفض الإنفاق، وزيادة التوزيعات النقدية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

وفي مصفاة ويتينغ قرب شيكاغو، تتعاون “بي بي” مع شركة بالانتيير تكنولوجيز (Palantir Technologies) لتعزيز كفاءة التشغيل من خلال تضمين مهندسي بيانات في مواقع العمل.

تطبيقات أوسع للذكاء الاصطناعي داخل الشركة

ولا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على قطاع الاستكشاف والإنتاج، بل يمتد إلى مجالات متنوعة مثل:

اختيار المواقع المثلى لشواحن السيارات الكهربائية فائقة السرعة.

إرسال إشعارات لتجنب الازدحام بمحطات الوقود في الهند.

دعم مديري المتاجر في ألمانيا في تحديد الكميات الدقيقة للمخبوزات اليومية.

واختتم إيميمبولو تصريحاته خلال مشاركته في “أسبوع التكنولوجيا” بلندن، قائلاً:

 “نحن ننظر في التكاليف من جميع الزوايا، لا يوجد ما هو كبير جدًا أو صغير جدًا لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسن أداءه”.