الدولار يواصل خسائره وسط تفاؤل تجاري
كتب – محمد جميل
واصل الدولار الأمريكي تراجعه اليوم، مسجلًا خسارة جديدة للأسبوع الرابع في آخر خمسة أسابيع، وهو ما يعكس تنامي شهية المستثمرين تجاه العملات الأخرى بسبب التصريحات المتفائلة بشأن التوصل إلى اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري شهد انخفاضًا بنسبة 0.8% اليوم، ليعكس خسائر مبدئية حققها الدولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ووجدت العملات الأخرى، مثل الين الياباني والدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، دعمًا واضحًا، حيث سجلت مكاسب تخطت 1% بعد أن أعلنت الصين عن استعدادها لاستئناف المحادثات بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
تفاؤل الأسواق وتغيرات في مراكز الشراء
في هذا السياق، أوضح أروب تشاترجي، المدير الإداري لاستراتيجية الاقتصاد الكلي والأسواق الناشئة في بنك “ويلز فارغو” بنيويورك، أن الأسواق بدأت تظهر بعض التفاؤل بعد تصريحات الصين الإيجابية، مما أدى إلى تقليص مراكز الشراء بالدولار مقابل العملات الآسيوية.
وأضاف أن هذا التفاؤل قد يكون بداية لمرحلة جديدة من المفاوضات التي قد تسهم في تهدئة الأسواق.
تأثير السياسات التجارية على الدولار
لم تقتصر تأثيرات السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب على الاقتصاد الأميركي فحسب، بل امتدت لتؤثر على مكانة الدولار كملاذ آمن في الأسواق العالمية.
فبعد سنوات من الإقبال على الدولار كأداة استثمارية آمنة، أدى اندلاع الحروب التجارية إلى تراجع هذه المكانة، مما دفع المتداولين إلى المراهنة ضد العملة الخضراء وتحويل الأموال بعيدًا عن الأصول الأميركية.
رغم تعافي الأسواق الأميركية في الأيام الأخيرة، بفضل مؤشرات تدل على إحراز تقدم في الاتفاقات التجارية وزيادة قوة الاقتصاد، إلا أن التوجه العام ما يزال نحو “بيع الأصول الأميركية”، حيث تراجع مؤشر الدولار بحوالي 7% منذ بداية العام الحالي.
الآفاق المستقبلية: توقعات بتراجع الدولار
تشير التقارير إلى أن الدولار قد يواجه مزيدًا من الخسائر في المستقبل القريب.
المقياس الذي يقيس انعكاسات المخاطر على مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري يظهر توقعات بتراجع إضافي للعملة الأميركية، خاصة بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في السابع من مايو الجاري.
ويبدو أن المضاربين في الأسواق يراهنون على ضعف الدولار، حيث تسجل عقود خيارات البيع على الدولار أسعارًا أعلى من عقود الشراء.
سوق العمل الأميركي وتحركات الفيدرالي
على الرغم من التوقعات السلبية، أظهرت بيانات التوظيف الأميركية اليوم قوة تفوق التوقعات، مما يدل على أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية لم تؤثر بعد على سوق العمل الأميركي.
وقد دفع ذلك المتعاملين إلى تقليص رهاناتهم على خفض وشيك لأسعار الفائدة.
فيما يتعلق بتوجهات الأسواق، هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.5% خلال الأسبوع الحالي، بينما سجل تراجعًا للشهر الرابع على التوالي.
وكشفت بيانات لجنة تداول السلع المستقبلية أن المضاربين، بما في ذلك صناديق التحوط ومديري الأصول، كثفوا رهاناتهم ضد الدولار الأميركي خلال الأسبوع المنتهي في 22 أبريل الماضي.
