كتبت – يسرا السيوفي
في ظل تزايد حالات العنف الجسدي والتحرش ضد الأطفال في العديد من المجتمعات، تؤكد منظمات حماية الطفل على أهمية اتخاذ خطوات وقائية مبكرة للحد من هذه الظواهر الخطيرة، والتي تترك آثارًا نفسية وجسدية طويلة الأمد على الضحايا.
التوعية تبدأ من المنزل
تشير الأبحاث التربوية إلى أن الخطوة الأولى نحو حماية الأطفال تتمثل في بناء وعي داخلي لديهم منذ سن مبكرة، من خلال توجيه الأسرة لهم بأسلوب مناسب لأعمارهم. ويؤكد خبراء التربية على ضرورة استخدام لغة بسيطة وواقعية لشرح مفاهيم الخصوصية وحدود الجسد، مع تعليم الطفل أن له الحق الكامل في رفض أي تصرف غير مريح.
تعزيز الثقة بين الطفل وذويه
يلعب التواصل المفتوح بين الطفل ووالديه دورًا محوريًا في الكشف المبكر عن أي محاولات تحرش أو عنف. وينصح المختصون بخلق مساحة آمنة للطفل للتعبير عن مشاعره وتجارب يومه دون خوف أو لوم، مما يعزز ثقته بنفسه ويزيد من احتمالية إبلاغه في حال حدوث أمر غير طبيعي.
التدريب على آليات الرفض والاستغاثة
من الخطوات المهمة أيضًا، تدريب الطفل على كيفية رفض اللمسات غير المريحة بعبارات واضحة مثل “توقف” أو “هذا لا يعجبني”، وتعليمه الاستغاثة في المواقف الحرجة، سواء بالصراخ أو الجري نحو شخص بالغ موثوق.
دور المدرسة والمجتمع
لا تنحصر المسؤولية في الأسرة فقط، بل تشمل أيضًا المؤسسات التعليمية والمجتمعية. فمن الضروري إدراج برامج توعوية داخل المدارس لتعريف الطلاب بحقوقهم، وتدريب المعلمين على رصد العلامات السلوكية التي قد تشير إلى وجود عنف أو استغلال.
التكنولوجيا كوسيلة للمراقبة والتثقيف
في عصر الرقمنة، يمكن استخدام التطبيقات الذكية وبرامج المراقبة الأخلاقية للمساعدة في حماية الأطفال، إلى جانب تثقيفهم بمخاطر الإنترنت وطرق الاستخدام الآمن.
دعوة للحكومة والمجتمع المدني
تطالب منظمات حقوق الطفل الجهات المعنية بوضع تشريعات أكثر صرامة لمحاسبة المتحرشين والمعنّفين، مع تعزيز آليات التبليغ الآمن، وتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين.
في النهاية، فإن حماية الأطفال من العنف الجسدي والتحرش مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، والحكومة، لضمان بيئة آمنة وصحية تُمكّن الأجيال القادمة من النمو بثقة وأمان.