وول ستريت ترتفع وسط آمال بخفض وشيك للفائدة رغم المخاوف من تباطؤ الأرباح
كتبت – يسرا السيوفي
سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية في وول ستريت ارتفاعًا ملحوظًا، في وقت بدأ فيه المستثمرون تقييم تداعيات التوترات التجارية التي فجّرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وسط تزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا لتجنب الدخول في ركود اقتصادي.
صعود المؤشرات رغم التوترات التجارية
ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 2% ليصل إلى أعلى مستوياته منذ إعلان ترمب عن سياسته الجمركية الصارمة، رغم نفي الصين إجراء مفاوضات تجارية جديدة، في وقت أكد فيه ترمب أن المحادثات مستمرة.
كما ارتفعت أسهم شركة “ألفابيت” بشكل حاد بعد إعلان نتائج أرباح إيجابية، فيما سجلت “إنتل” تراجعًا في التوقعات، ما عكس مشهدًا مختلطًا في تقارير الشركات.
ضغط على الفيدرالي.. واحتمال التحرك في يونيو
مع تراجع عوائد السندات الأميركية، زادت الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ موقف أكثر مرونة، خاصة إذا استمر تدهور سوق العمل.
وقال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، في تصريحات لـ”بلومبرغ”، إنه سيؤيد خفض الفائدة في حال أضرت الرسوم الجمركية المرتفعة بسوق العمل، بينما أشارت بيث هامّاك، رئيسة فرع الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إلى أن البنك قد يتحرك في يونيو إذا توافرت مؤشرات اقتصادية واضحة.
تحذيرات من ركود وتخفيضات أرباح
وسط ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم الجمركية، بدأت شركات كبرى في مراجعة توقعاتها. فقد سحبت “أميركان إيرلاينز” توقعاتها السنوية، بينما صرّح الرئيس التنفيذي لشركة “ساوث ويست إيرلاينز” بأن القطاع “دخل فعليًا في حالة ركود”.
وشملت التخفيضات أيضًا شركات كبرى مثل “بيبسيكو” و”بروكتر آند غامبل”، في ظل تزايد القلق من تداعيات الرسوم على المستهلكين وسلاسل التوريد.
وأظهرت بيانات حديثة أن الطلب على المعدات التجارية في المصانع الأميركية بالكاد تحرك في مارس، وهو ما يعكس حالة الحذر التي تسود الأوساط الصناعية.
هبوط في التوقعات وتحذيرات من التذبذب
خفض بانكيم تشادا، كبير محللي “دويتشه بنك”، توقعاته لمؤشر “إس آند بي 500” إلى 6,150 نقطة بنهاية العام، متوقعًا تراجع أرباح الشركات بنسبة 5%، على عكس توقعات سابقة بنمو 8%.
في المقابل، دعا خبراء مثل دانيال سكيلي من “مورغان ستانلي” إلى التركيز على الشركات ذات الميزانيات القوية والقدرة على تحقيق أرباح مستدامة رغم التحديات.
ورغم الارتداد الأخير للأسهم، حذرت “غولدمان ساكس” من الإفراط في التفاؤل، ووصفت الوضع بأنه مشابه ليوم دافئ في أبريل لا يعني قدوم الصيف بعد.
ويرى عدد من المحللين أن مؤشر “إس آند بي 500” يقترب من مستوى مقاومة رئيسي عند 5,500 نقطة، حيث أشار دان وانتروبسكي من “جاني مونتغمري سكوت” إلى أن تجاوز هذا المستوى سيكون إشارة فنية على صعود جديد.
بينما أكد كريغ جونسون من “بايبر ساندلر” أن الوصول إلى هذا المستوى قد يفتح المجال لموجة ارتفاع جديدة نحو 5,800 نقطة.