كتب : يسرا السيوفي
في تحرك تاريخي يعكس حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تهيمن على الأسواق العالمية، سجلت أسعار الذهب قفزات قياسية خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعة بهبوط حاد للدولار الأمريكي ومخاوف متزايدة بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي واستقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب
ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 3.17%، بما يعادل 105.5 دولار، لتسجل 3433.90 دولارًا للأوقية، وذلك في تمام الساعة 03:07 مساءً بتوقيت القاهرة، مسجلة بذلك أعلى مستوى في تاريخها.
كما صعد سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 2.72% ليصل إلى 3417.21 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 90.36 دولار، وهو أعلى سعر على الإطلاق للذهب في الأسواق العالمية.
تراجع الدولار يفتح المجال أمام الذهب
جاءت هذه المكاسب القوية بالتزامن مع هبوط مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 1.22% ليسجل 98.17 نقطة، وهو أدنى مستوى له في 3 سنوات.
هذا الانخفاض الحاد في الدولار زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية الحالية.
ضغوط ترامب على الاحتياطي الفيدرالي تزيد القلق
تزايدت حالة القلق في الأسواق بشأن استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط ضغوط يمارسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للتأثير على السياسات النقدية بما يخدم رؤيته الاقتصادية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة بعيدًا عن الدولار.
أسواق المعادن الأخرى تتفاعل
إلى جانب الذهب، شهدت الفضة أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، حيث صعدت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 1.57% لتسجل 33.30 دولارًا للأوقية.
أما البلاتين، فقد تراجع سعره الفوري بشكل طفيف بنسبة 0.30%، ليبلغ 970.08 دولارًا للأوقية، وسط تذبذب في الطلب على المعادن الصناعية.
الصين تحذر من اتفاقيات “غير عادلة” مع واشنطن
وفي سياق متصل، حذّرت الصين الدول من الدخول في اتفاقيات اقتصادية موسعة مع الولايات المتحدة قد تكون على حساب مصالحها، خاصة في ظل مساعي ترامب لإبرام صفقات تجارية تخدم الاقتصاد الأمريكي على حساب الشركاء التجاريين الآخرين.
وقد نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة أن بكين ترى أن التنازلات التجارية المجانية لواشنطن قد تضر بالاقتصاد العالمي وتؤثر على استقرار أسواق السلع والعملات.
و في ظل هذه التطورات المتسارعة، يتزايد الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والتقلبات السياسية، ما قد يدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع في الأيام القادمة، خاصة إذا استمرت الضغوط على الدولار وتصاعدت حدة التوترات التجارية بين الاقتصادات الكبرى.
