كتب : يسرا السيوفي
عيد القيامة المجيد هو أحد أهم الأعياد المسيحية التي يحتفل بها الأقباط والمسيحيون في مختلف أنحاء العالم، ويُعرف أيضًا باسم عيد الفصح، ويأتي تتويجًا لـ”أسبوع الآلام” الذي يسبق العيد، بعد فترة الصوم الكبير التي تمتد لأربعين يومًا.
يمثل هذا العيد ذكرى قيامة السيد المسيح من الموت بعد صلبه ودفنه، كما هو موثّق في العهد الجديد من الكتاب المقدس.
وتعد القيامة رمزًا أساسيًا في العقيدة المسيحية، حيث تعبّر عن الانتصار على الموت وبداية جديدة مليئة بالأمل والحياة الأبدية.
تبدأ الاحتفالات بـ القداسات الليلية في الكنائس، وتُتلى فيها صلوات مميزة تعرف بـ”طقوس القيامة”، وتملأ الترانيم والأنوار الأجواء الروحية.
وفي صباح العيد، يتبادل الأقباط التهاني والتمنيات بالخير والسلام، ويرتدون الملابس الجديدة، وتُقدَّم المأكولات التقليدية الخاصة بالمناسبة بعد الانتهاء من الصوم.
يرتبط عيد القيامة المجيد 2025 أيضًا بـ عيد شم النسيم في مصر، والذي يأتي في اليوم التالي، ويُحتفل به كمناسبة وطنية واجتماعية تجمع المصريين باختلاف دياناتهم.
يمثل العيد مناسبة للتسامح والمحبة والتأمل في معاني الفداء والتجدد، ويُعَدّ وقتًا مميزًا لتقوية الروابط العائلية والروحية، وتجديد الإيمان بالقيامة كرسالة حياة وأمل.
الأصل التاريخي لعيد القيامة وطقوس الكنيسة القبطية:
ترجع جذور عيد القيامة المجيد إلى القرن الأول الميلادي، ويُعتبر أقدم وأعظم الأعياد المسيحية على الإطلاق.
ويُحدد تاريخه وفقًا للتقويم القمري، في الأحد الأول بعد اكتمال القمر الذي يلي الاعتدال الربيعي، ولذلك يختلف موعده من عام لآخر.
في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يُسبق العيد بأسبوع الآلام، الذي يشمل خميس العهد، والجمعة العظيمة، وسبت النور، وهو اليوم الذي يُعتقد أن المسيح نزل فيه إلى الجحيم ليخلص الأرواح.
وتُقام ليلة السبت حتى فجر الأحد صلاة عيد القيامة، والتي تُعرف بقداس “القيامة المجيد”، وتُزين الكنيسة بالأنوار والزهور، كدلالة على النور الذي أشرق بقيامة المسيح.
وتتميز الكنيسة القبطية بطقوس روحانية عميقة خلال هذا العيد، حيث تتلى المزامير والألحان القبطية الفريدة، ويرتدي الكهنة والشعب الملابس البيضاء، في رمزية للفرح والطهارة والنور الإلهي.
