العلاج المناعي … نافذة أمل جديدة لمرضى السرطان
كتب : يسرا السيوفي
يمثل مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا، ويسعى العلماء والباحثون باستمرار لتطوير علاجات السرطان أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية.
برز العلاج المناعي كأحد أبرز التطورات الحديثة في هذا المجال، حيث يقدم أملًا جديدًا لمرضى السرطان من خلال تسخير قوة جهاز المناعة لمكافحة الخلايا السرطانية.
ما هو العلاج المناعي؟
العلاج المناعي هو نوع من علاج السرطان يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
يعتمد هذا النهج المبتكر على فكرة أن جهاز المناعة يمتلك القدرة الطبيعية على تدمير الخلايا الشاذة، بما في ذلك الخلايا السرطانية، ولكن في بعض الأحيان تفلت هذه الخلايا من رقابة الجهاز المناعي وتنمو لتشكل أورامًا.
كيف يعمل العلاج المناعي؟
تتعدد آليات عمل العلاج المناعي، ولكن الهدف الأساسي هو تعزيز قدرة جهاز المناعة على استهداف الخلايا السرطانية بشكل فعال.
تشمل بعض الطرق الرئيسية التي يعمل بها العلاج المناعي ما يلي:
مثبطات نقاط التفتيش المناعية: تساعد هذه الأدوية على إطلاق “الفرامل” التي تمنع الخلايا التائية (نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا رئيسيًا في المناعة) من مهاجمة الخلايا السرطانية.
العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T-cell therapy): يتضمن هذا النوع من العلاج تعديل الخلايا التائية للمريض في المختبر لتصبح قادرة بشكل أفضل على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: يمكن لهذه الأجسام المضادة أن ترتبط ببروتينات محددة على الخلايا السرطانية، مما يجعلها أكثر وضوحًا لجهاز المناعة أو يؤدي إلى تدميرها بشكل مباشر.
محفزات جهاز المناعة: تساعد هذه العلاجات على تحفيز الاستجابة المناعية العامة للجسم لمكافحة السرطان.
العلاج باللقاحات السرطانية: تهدف هذه اللقاحات إلى تدريب جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
فعالية العلاج المناعي وأنواعه:
أظهر العلاج المناعي نتائج واعدة في علاج العديد من أنواع السرطان المتقدمة التي لم تستجب بشكل جيد للعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي.
تشمل بعض أنواع السرطان التي حقق فيها العلاج المناعي نجاحًا ملحوظًا ما يلي:
سرطان الجلد (الميلانوما)
سرطان الرئة
سرطان الكلى
سرطان المثانة
سرطان الغدد الليمفاوية
بعض أنواع سرطان الدم
تتنوع أنواع العلاج المناعي المتاحة، ويختار الطبيب النوع الأنسب لكل مريض بناءً على نوع السرطان ومرحلته والحالة الصحية العامة للمريض.
الآثار الجانبية للعلاج المناعي
على الرغم من أن العلاج المناعي يعتبر بشكل عام أقل سمية من العلاج الكيميائي التقليدي، إلا أنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية.
تحدث هذه الآثار الجانبية نتيجة لتنشيط جهاز المناعة بشكل عام، مما قد يؤدي إلى مهاجمة خلايا سليمة في الجسم.
تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:
التعب
الطفح الجلدي
الإسهال
التهاب الغدد الصماء
التهاب الرئة
عادة ما تكون هذه الآثار الجانبية قابلة للإدارة، ويراقب الفريق الطبي المرضى عن كثب للكشف عن أي آثار جانبية وعلاجها في أقرب وقت ممكن.
مستقبل العلاج المناعي للسرطان
يمثل العلاج المناعي مستقبلًا واعدًا في مجال علاج السرطان.
ويشهد هذا المجال تطورات مستمرة، حيث يعمل الباحثون على تطوير أحدث علاجات السرطان المناعية وأكثر فعالية، بالإضافة إلى استراتيجيات لزيادة استجابة المزيد من المرضى للعلاج وتقليل الآثار الجانبية.
ومن المتوقع أن يلعب العلاج المناعي دورًا متزايد الأهمية في علاج مختلف أنواع السرطان في السنوات القادمة، مما يمنح أملًا جديدًا لمرضى السرطان في جميع أنحاء العالم.