يكثر التساؤل حول حكم صيام يوم الخميس والجمعة قبل بدايته ، وهل يجوز صيام هذه الأيام من أجل قضاء ما فاته من رمضان الماضي؟
في هذا المقال، سنوضح الأحكام الشرعية المتعلقة بصيام الأيام الأخيرة من شهر شعبان استنادًا إلى فتاوى كبار العلماء مثل ابن باز وابن عثيمين، وأحاديث النبي ﷺ.
هل يجوز صيام يوم الخميس والجمعة قبل رمضان؟
يُعتبر الصيام في شهر شعبان سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
“كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان”.
(رواه البخاري ومسلم)
ومع ذلك، هناك نهي عن صيام يوم أو يومين قبل بداية رمضان، إلا في حالات معينة، مثل قضاء صيام فائت أو لمن كان له عادة صيام. ففي الحديث الصحيح:
“لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِصَومِ يومٍ ولا يومينِ، إلَّا رجلٌ كان يصومُ صَومًا فلْيَصُمْه”.
(رواه البخاري ومسلم)
بناءً على ذلك، فإن صيام الخميس والجمعة قبل رمضان يكون جائزًا فقط إذا كان ضمن عادة الشخص، كمن اعتاد صيام الاثنين والخميس، أو صيام يوم وفطر يوم، أو إذا كان صيام قضاء أو نذر.
حكم صيام آخر شعبان لمن له عادة صوم – فتوى ابن باز
أوضح الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أنه يجوز صيام آخر أيام شعبان لمن اعتاد على صيام أيام معينة، مثل من يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو من اعتاد صيام الاثنين والخميس، فقال:
“تصوم؛ لأن هذا عادة لها، فالذي له عادة يصومها، أما مَن لم يكن له عادة فلا يصم، لا يصم يوم الثلاثين ولا تسعة وعشرين، لا يصم بعد نصف شعبان، أما مَن له عادة فلا بأس، كمَن يصوم يومًا ويُفْطر يومًا، أو يصوم الإثنين والخميس، فله أن يصوم”