الصحة في الدورة الشهرية – أولوية مشتركة
جناح سنغافورة الأول في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 27)
تشير إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى مرور حوالي 800 مليون امرأة في فترة الدورة الشهرية كل يوم حول العالم ، وغالباً ما يتم تهميش وتجاهل الاحتياجات الصحية ومستلزمات النظافة والراحة لدى الكثيرات منهنّ.
وفي الوقت نفسه، تترك بعض الشركات العاملة في هذا القطاع، والتي تلبي احتياجات السيدات في الدورة الشهرية وتجني الأرباح منها، أثراً بيئياً كبيراً من دون اهتمام أو مسائلة حقيقية، بسبب الاستهلاك الواسع والمنتشر.
ولا يزال الحديث عن الدورة الشهرية محل إحراج لدى السيدات من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً في المناطق النائية والدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، نتيجة لانخفاض مستوى الوعي والتعليم، ونقص الموارد المالية اللازمة لشراء مستلزمات النظافة خلال الدورة الشهرية.
وسلطت اليونيسف مؤخراً الضوء على هذا الموضوع في السودان، حيث قدمت الدعم لمبادرات تثقيف الشابات حول الحفاظ على النظافة والصحة خلال الدورة الشهرية باستخدام الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستعمال والصديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة.
وتفتقر الكثير من السيدات إلى الحلول الضرورية والمهمة للحفاظ على صحتهن، في ظل تسليع مستلزمات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية.
ونواجه حالياً مشكلة تحمل اسم “فقر الدورة الشهرية”، وتعاني منها المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، حتى في الدول ذات الدخل المرتفع، لكنها تتجلى بشكل أكثر وضوحاً وانتشاراً في مناطق الفقر في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا. لذا يجب إيلاء الصحة في الدورة الشهرية اهتماماً أكبر بصفتها واحدة من حقوق الإنسان.
ومن المؤكد أنه حان الوقت لتقديم منتجات وحلول مبتكرة تلبي احتياجات السيدات في الدورة الشهرية، إلى جانب تقليل الأثر البيئي إلى أدنى درجة ممكنة.
وفي الواقع، تعمل بعض الشركات والحكومات والشخصيات المؤثرة سلفاً على دعم تطور قطاع الصحة في الدورة الشهرية، والترويج لتغيير أسلوب الحياة، واعتماد عادات استهلاكية أفضل للصحة النفسية والجسدية من جهة، والاستقرار المادي من جهة أخرى. وبدأت مستلزمات الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستعمال باستقطاب اهتمام وعناية أكبر على مستوى العالم، باعتبارها تطوراً كبيراً للمنتجات التقليدية الشعبية.
وفي حين أن إعادة استخدام منتجات الدورة الشهرية ليست فكرة جديدة كلياً، إلا أنها شهدت تطوراً بهدف تسهيل الاستخدام، من خلال توفير منتجات قابلة لإعادة الاستخدام وتشبه المنتجات وحيدة الاستخدام المتوفرة حالياً، الأمر الذي لاقى قبولاً كبيراً بين المستهلكات وشجعهن على التحول إلى المنتجات القابلة لإعادة الاستعمال.
ويشهد قطاع التكنولوجيا الأنثوية نمواً سريعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة في دولة الإمارات، التي تحتضن ثلث شركات القطاع في المنطقة، حيث يرتفع الطلب على فوط الحماية من التسرب وكؤوس الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستعمال، في إطار دعم الحوارات والسياسة العامة المتعلقة بالصحة في الدورة الشهرية.
وتتوفر خيارات متنوعة من المنتجات القابلة لإعادة الاستعمال، وتُعد كؤوس الدورة الشهرية الخيار الأقل تأثيراً على البيئة والأكثر كفاءة من حيث التكلفة على المدى البعيد. لأن تنظيفها يتطلب كمية أقل من المياه اللازمة لتنظيف الفوط القابلة لإعادة الاستعمال، وتتميز بفترة صلاحية طويلة تصل إلى عشر سنوات، في مقابل سنتين فقط للفوط العادية القابلة لإعادة الاستعمال.
و تركز الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 27) على مناقشة هذا الموضوع واستخلاص النتائج واتخاذ الإجراءات، نظراً لتعدد جوانبه وتنوعها.
وبهذا الصدد، يستضيف جناح سنغافورة الأول في مؤتمر كوب 27 منظمة فريدوم كابس، التي تعمل على توفير منتجات الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستعمال للسيدات المحتاجات، إلى جانب العديد من الجهات الشريكة والعارضة التي تهدف إلى مواجهة تحديات مماثلة أخرى.
وتعتمد منظمة فريدوم كابس على مبدأ العطاء مقابل الشراء، حيث تتكفل بمنح كأس مجاناً لإحدى السيدات في المجتمعات المحرومة عند بيع كأس واحد من منتجاتها. وتمكّنت، بهذه الطريقة، من بذل جهود رائدة لتوزيع الكؤوس في أكثر من 30 مجتمع حتى الآن، تتضمن مجتمعات في آسيا وأفريقيا والولايات المتحدة. كما شملت جهود التوزيع الأخيرة الشابات اللواتي لا تحملن الجنسية في شمال تايلاند، إضافة إلى الناجيات من عمليات الاتجار بالبشر في بانكوك.